التربة.. من المتضرر من بسط هيبة الدولة ، وتفعيل أجهزتها الأمنية والعسكرية؟

img

التربة.. من المتضرر من بسط هيبة الدولة ، وتفعيل أجهزتها الأمنية والعسكرية؟


رشاد الشرعبي


قبل ايام قليلة وصلت اطقم تابعة للشرطة العسكرية الى مدينة التربة ، وبوصولها استبشر ابناء المدينة خيراً لما يمتلكه قادة وافراد هذه القوات من سمعة حسنة وانضباط تام ، وسجل ابيض في مجال الحريات وتجنب الانتهاكات ، وفي الالتزام بالقوانين العسكرية والمدنية ، وانفرجت اسارير الناس وهم يرون التربة تتزين برداء ابيض ناصع تزيد من لمعانه ورونقه الخطوط الحمراء البهية ، وتلمع على اكتاف هؤلاء الجنود شارات حمراء تحمل اسم وحدتهم العسكرية وتكلل ازيائهم الموحدة بريهات غاية في الاناقة .




لكن ما استجد هو استنفار مسلح مشبوه لمواجهة هذا القوات رغم أنها تمثل الدولة اجمل تمثيل ، وستكون رافداً مهماً لسيادة النظام والقانون في الحياة العسكرية والمدنية ، وهذا الاستنفار ولملمة المتضررين طرح تساؤلاً غاية في الاهمية .




من المتضرر من وجود الشرطة العسكرية في التربة ؟


وهل ثمة اسباب تقودهم لهذا الجنون الذي يظهر من خلال التحشيد وتزييف الواقع ونشر الخوف والرعب بين الناس والاستعداد لمواجهة ربما يرونها مصيرية لذواتهم اما تخلصهم من هذا التواجد للدولة ، او تكتب نهاية افعالهم الأثمة.




وعودة للأجابة على التساؤل المطروح رغبة منا في توضيح الحقيقة وكشف الأقنعة ، ولعل الوقت مناسباً ليعرف القاصي والداني حقارة وقذارة الذين استنفروا اسلحتهم واقلامهم لضرب الامن والأمان في التربة ليس خلال هذه الأيام فقط انما على فترات سابقة كانوا فيها عناوين بارزة لنشر الفوضي وقتل الامنين وارعابهم في تعز والتربة وماحولها .




المطلوبين الأمنيين :




يشكل المطلوبون لأجهزة الأمن والنيابات والمحاكم  المجموعة الأولى من المتضررين من تواجد الدولة وبسط هيبتها ، ويشمل ذلك من أدينوا بقضايا الارتباط بالجماعات الارهابية ومارسوا القتل بحق أكثر من 300 فرد من جنود الجيش الوطني في تعز ، ثم تمكن بعضهم من الفرار من الملاحقة في المدينة فوفرت بعض الجهات الداعمة لهم ملجأ آمن في مواقع يفترض انها عسكرية ، وفي منازل متفرقة في التربة وما حولها ، وعلى راس هؤلاء المدعو عادل العزي الذي يعد من أهم المطلوبين بتهم اغلبها ممارسة القتل ، ولن ينسى الناس في التربة انه المتهم الأول في مقتل ابن التربة المرحوم / مالك اليعقوبي ، والعزي يسرح ويمرح بافراده واطقمه في التربة ويتخذ من جبل بيحان المطل على المدينة مركزا لاستقراره في زياراته المتكررة للمدينة.




وتشمل هذه المجموعة كذلك عدد كبير من المطلوبين في قضايا جنائية تشمل الاعتداء على مؤسسات الدولة وقتل جنود وقضايا جنائية كثيرة ويقع على راس هؤلاء المتمرد السامعي مدير الامن السابق الذي رفض قرار بنقله وقاد تمردا مسلحا وهاجم ادارة الامن وتسبب بمقتل جنود يتبعونها ، وامرأة مدنية في اغسطس 2019 ، وساندته قيادات وافراد يتبعون احد الألوية ، مدعوما بمسلحي "ابو العباس" وكل هؤلاء مطلوبين لدى الدولة بما ارتكبوه من جرائم وتجاوزات ، ويتخذون من التربة وماحولها مقراً يأمنون فيه من الملاحقة .




متحوثوا طارق :




فتحت التربة وماحولها منازلها لهؤلاء باعتبارهم نازحين هربو من بطش الحوثي ، لكن التطورات لاحقاً اظهرت للعيان أن هؤلاء يمارسون لعبة قذرة ، وظهر ذلك من خلال تنقلاتهم بين صنعاء والتربة والساحل بكل حرية ، ثم رويداً بدات حركة التزود بالاطقم والاسلحة تحت مبرر الحماية والمرافقين ، لكن الأمر زاد عن حده وكل يوم تمر تزداد تراسانتهم من الاسلحة ، وتتوالد الاطقم ويتكاثر المرافقون ( بشكل لافت مما ينبؤ أنهم ليسوا نازحين وإنما يديرون خلايا معادية لأبناء المنطقة ومشروع المقاومة.)




فلم يعد احد يجهل دورهم وخاصة انهم صاروا يستاجرون منازلا بمبالغ مهولة ، ويشترون اراضي ، ويبنون بيوتا فارهة ، وصارت كذبة النزوح ممجوجة ، وظهرت قيادات رفيعة منهم مؤخرا في صنعاء ، وبات من المعلوم جدا أنهم ادوات وقنابل موقوتة في المنطقة يحضرون لاسقاطها في يد الحوثي والاجندة الاماراتية المرتبطة بطارق عفاش الذي باع الجمهورية في صنعاء ويجمع افراده في الساحل والحجرية لاتمام البيعة .




هؤلاء بالتأكيد يزعجهم اي تواجد للدولة الشرعية التي تمسكت بها تعز، وضحى لاجلها  خيرة الشباب بارواحهم ، وداسوا الانقلاب الحوثي باقدامهم في كل جبهات المواجهة  ، والمؤكد ان كل المخططات القذرة لهذه المجموعة ستجد طريقها للفشل اذا حضرت الدولة وفرضت النظام والقانون ، وضربت بيد من حديد على من يحاول الانقلاب على الشرعية ، او محاولة نشر الفوضى واعادة التاريخ للوراء .




الناهبين ومافيا التهريب :


خلال سنوات وبسب ضعف تواجد الدولة ظهرت عصابات متنوعة ومتعددة تمارس النهب والسلب بطرق مختلفة ، ولعل مشكلة حجز عضو لجنة تحصيل ضريبة القات في السمسرة كانت المؤشر الابرز على مدى جنون هذا العصابات من تواجد الدولة وبسط نفوذها ، اضف الى ذلك مافيا وشبكة كبيرة تمارس التهريب بأنواعه ، بمافيه الاسلحة والوقود للانقلابيين الحوثيين والممنوعات والسجائر ، ومواد صناعة الالغام والمتفجرات ، وتشمل هذه المجموعة نافذين في اللواء 53 (سبق ان قامت وزارة الدفاع باحالتهم للتحقيق) وقيادات في الامن الخاص الذي تنتشر نقاطه على طول الخط الرابط بين التربة ونجد قسيم ، ويتم عبر هذه النقاط تسهيل عمليات التهريب بانواعها ، ويستخدم المهربون غالبا خط الساحل الوازعية بني عمر ثم المركز والصافية.




هذه المجموعة ستتضرر مصالحها بالتاكيد وسيفقدون مصدر دخل يوفر لهم مبالغ خيالية يجنونها من عمليات التهريب بالتعاون والتنسيق مع المافيا التي لا تستحي من المرور بناقلاتها في وضح النهار ، وتدفع الاموال المتفق عليها أمام الناس بدون خجل ولا حياء ، ودون ان يسألها جنود النقطة عن حمولتها أو وجهتها .




هذا سرد واقعي باهم المتضررين من بسط هيبة الدولة ، وتفعيل النظام والقانون والذي يرون ان لامكان لهم في هذه البيئة ، فهم يمارسون انشطتهم في وضع الانفلات ، ويسعون لاستمراره ، ولذا يحاولون اليوم بكل ما اوتوا من سلاح ومال ونفوذ وعلاقات بالمحافظ ايقاف نشر الشرطة العسكرية وبقية الأجهزة الأمنية في التربة ، وارباك المشهد للاستمرار في نهجهم القبيح ، وفي المقابل يراهن الناس على وجودها ويعتبرون ذلك فرصة مواتية تخلصهم من المعاناة التي يمارسها الانتهازيون بحق الحجرية واهلها.




ولتأكيد المؤكد فإن الحجرية كما عهدها الجميع لن تقبل دعاة الفتنة والتمرد على الدولة ، وبنفس الوقت ستلفظ الخارجين عن القانون وستنتصر للدولة وتقف في صفها لا لشئ إلا لانها جبلت على ذلك منذ الازل ... وستظل .




الناشط موسى المقطري


* ما ورد يعبر عن رأي الكاتب، ولا يعبر بالضرورة عن توجه موقع تعز بوست